المرآة الملعونة: أسطورة الزجاج الذي يبتلع الأرواح
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
في ركن معتم من منزل قديم يعود إلى القرن التاسع عشر، وقفت مرآة ضخمة بإطار خشبي منحوت بدقة، يغلفها غبار الزمن، وتحيط بها هالة لا تُفسّر. لأكثر من قرن، تداولت الألسنة حكايات غريبة عن هذه المرآة: وجوه تظهر للحظات، ظلال تمر خلفك رغم أنك وحدك، إحساس بأن المرآة تراقبك، لا تعكسك فقط.
قد تبدو القصة خرافة من قصص الرعب، لكن الغريب أن المرآة الملعونة ليست واحدة فقط. بل توجد حول العالم عشرات القصص عن مرايا تسببت في كوارث، واختفاءات، وموت مفاجئ. فما السر؟ وهل يمكن للمرآة أن تكون بوابة لعالم آخر؟
البداية: المرآة التي رفض الجميع الاحتفاظ بها
في عام 1902، وُضعت مرآة ضخمة في قصر إحدى العائلات الثرية بولاية لويزيانا الأمريكية. لم تمضِ أسابيع حتى بدأت الأمور الغريبة تحدث. الخدم يفرون في الليل، أبناء العائلة يشكون من كوابيس مرعبة، وضيوف يرون وجوهًا تظهر للحظات في الزجاج، ثم تختفي.
بعد وفاة صاحبة المنزل في ظروف غامضة، حاول الورثة التخلص من المرآة، لكن كل من نقلها أصيب بحوادث مميتة أو حالات جنون مؤقت. وفي النهاية، أُعيدت إلى المنزل، حيث بقيت هناك… حتى اليوم.
يُقال إن المرأة دُفنت في فستانها الأسود أمام المرآة مباشرة، وأن روحها لا تزال حبيسة الزجاج.
مرايا أخرى حول العالم تحمل نفس اللعنة
-
مرآة "بيليف" في إنجلترا:
قيل إنها سببت مقتل ثلاث نساء خلال قرون متعاقبة، وكل من اقتناها أصيب بكوابيس وانفصام في الشخصية. -
مرآة القبو في إيطاليا:
وُجدت في سرداب مهجور، وادعى البعض أن من ينظر فيها طويلًا… يرى "نسخته" وهي تبتسم بينما هو لا يفعل. -
مرآة بلاك هول في اليابان:
ارتبطت بسلسلة انتحارات غامضة لشبان ظهروا في صور شخصية التقطوها أمامها، ثم ماتوا خلال أسبوع من ذلك.
لماذا تخيفنا المرآة؟
علم النفس يوضح أن الإنسان حين ينظر في المرآة لا يرى فقط وجهه، بل يواجه وعيه الذاتي. وعندما يتعمق النظر، يبدأ العقل في تفسير الانعكاس بشكل رمزي. هذا ما يُعرف بتأثير "الغرفة المظلمة":
حين تبقى في ضوء خافت وتنظر في المرآة لفترة طويلة، قد ترى وجهك يتشوّه، أو تظهر ملامح غريبة. إنه العقل يملأ الفراغ… لكن ماذا لو كان هناك شيء آخر يملأه معك؟
التفسيرات العلمية والميتافيزيقية
العلم يقول إن أغلب الظواهر الغريبة المرتبطة بالمرايا تعود إلى:
-
الهلوسة الناتجة عن الإضاءة المنخفضة.
-
الخوف المترسخ من الانعكاس المشوّه.
-
تأثير التنويم البصري الذاتي عند التركيز المطوّل.
لكن بعض الباحثين في الماورائيات يعتقدون أن المرايا القديمة، خاصة تلك المصنوعة يدويًا، قد تعمل كـ جسر بين العوالم. فهي تمتص الطاقات، وتعكس أكثر مما يظهر.
يُقال إن الأرواح العالقة قد تختبئ في المرايا، أو تستخدمها للتسلل إلى عالمنا، خاصة إذا كانت المرآة وُضعت في مكان شهد موتًا أو طاقة سلبية.
طقوس وتحذيرات: ماذا يقول العارفون؟
في بعض الثقافات، يُغطّى وجه المرايا بعد وفاة شخص، حتى لا "تسحب المرآة روحه" أو يعلق فيها. وفي بلدان أخرى، يُحذر من وجود مرايا في غرف النوم، لأنها تعكس الروح أثناء النوم وتمنعها من العودة للجسد.
بل يُقال إن كسر المرآة لا يُجلب فقط "سبع سنوات من الحظ السيئ"، بل يُحرر طاقة حبيسة كانت داخلها، قد تكون ضارة أو حتى مميتة.
قصة حقيقية: الفتاة التي اختفت في المرآة
في عام 2006، انتشر فيديو على الإنترنت لفتاة مراهقة التقطت صورة سيلفي أمام مرآة قديمة ورثتها عن جدتها. الصورة أظهرت في الخلفية ظلًّا غير واضح يقف خلفها، رغم أنها كانت وحدها.
بعد أسبوع، اختفت الفتاة من غرفتها… والغريب أن صورتها الأخيرة كانت لا تزال على المرآة، لكنها أصبحت باهتة، وكأنها تمتص ملامحها.
رغم التحقيقات، لم يُعثر على أي دليل على خروجها من المنزل. وأصبحت قصتها جزءًا من أرشيف "الاختفاءات الغامضة".
الخلاصة: هل تنظر المرآة إليك؟
سواء كنت تؤمن بالماورائيات أم لا، تذكّر أن المرآة ليست مجرد زجاج… إنها انعكاس لعالمين: أحدهما تراه، والآخر ربما يُراقبك.
في المرة القادمة التي تقف فيها أمام مرآة قديمة… راقب جيدًا ما تراه.
هل هو وجهك؟ أم شيء ينتظر أن تحدّق طويلًا ليبدأ هو بالنظر إليك؟
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق